دوري أبطال أوروبا 2024.. نحو مزيدًا من الإثارة



 لا تنفك بطولة دوري أبطال أوروبا عن أن تزداد قوةً وإثارةً في كل موسم جديد، فمع كل المفاجآت التي نراها عامًا بعد آخر، تأتي البطولة الأهم في عالم الأندية على مستوى العالم، لتعطينا المزيد.

وبعد أن شهدنا في الموسم المنقضي، حدوث العديد من تلك المفاجآت، والتي على رأسها تتويج مانشستر سيتي بلقب البطولة للمرة الأولى في تاريخه، وعودة الفرق الإيطالية متمثلة في ميلان وإنتر ميلان للظهور في الأدوار المتقدمة، من المنتظر أن نرى نسخة أخرى أشد تنافسًا في الموسم المقبل، خاصةً وأنها ستشهد عودة فرق عريقة افتقدناها في ليالي الأبطال الباردة السنوات الماضية.

ويجب أن نؤكد في البداية، على أن نسخة دوري أبطال أوروبا للموسم المقبل 2024/2023، سوف تكون النسخة الأخيرة التي ستكون بشكلها الحالي بمشاركة 32 فريق، حيث أنه من المقرر أن يكون الموسم التالي لها، هو بداية تطبيق الشكل التنافسي الجديد للبطولة، وذلك بإلغاء دور المجموعات الذي يحتوي على 8 مجموعات، وتنافس جميع الفرق في مجموعة واحدة فقط.

كيف سيكون تصنيف الفرق المشاركة في دوري أبطال أوروبا 2024/2023؟

يأتي تصنيف البطولة بحسب النتائج التي تمت في الموسم سواء المحلي أو القاري، حيث سيتصدر أبطال الدوريات الكبرى المجموعات، ومعهما بطلي دوري الأبطال والدوري الأوروبي، ثم يليهم الفرق الأخرى الوصيفة في الترتيب، ثم التي حجزت مقعدها في البطولة عبر ترتيب دورياتها.

المستوى الأول: مانشستر سيتي - إشبيلية - برشلونة - نابولي - بايرن ميونخ - باريس سان جيرمان - بنفكيا - فينورد.

المستوى الثاني: ريال مدريد - أرسنال - إنتر ميلان - مانشستر يونايتد - بوروسيا دورتموند - أتلتيكو مدريد - بورتو - لايبزيج.

المستوى الثالث: شاختار دونستيك - ريد بول سالزبورج - ميلان - لاتسيو - ريد ستار.

المستوى الرابع: يونيون برلين - لانس.

هذه هي الفرق التي من المؤكد أن تحتل التصنيفات الأربع، مع انتظار ما ستستفر عنه مباريات الأدوار التمهيدية المؤهلة لدور المجموعات.

ريال مدريد والوقوف مجددًا

عندما نتطرق للحديث عن دوري الأبطال، فيجب أن نبدأ بزعيم البطولة التاريخي ريال مدريد، فما واجهه الفريق في الموسم المنتهي، كان صعبًا على جماهيره، صحيح أنه استطاع أن يصل إلى نصف نهائي البطولة، لكن في الوقت نفسه، فإن طريقة خروجه أمام البطل -لاحقًا- مانشستر سيتي، هي ما أحزنت جماهيره.

لذلك من المنتظر أن يعود الملكي في الموسم المقبل ليدافع عن بطولته المفضلة، خاصةً في ظل التدعيمات التي قام وسيقوم بها النادي.

برشلونة ورفع مستوى التحدي

استطاع تشافي هيرنانديز قيادة برشلونة لتحقيق أول لقب كبير في مشروع الفريق الجديد الذي يقوده رفقة الرئيس خوان لابورتا، حيث تمكنوا من الظفر بلقب الدوري الإسباني بفارق كبير عن ريال مدريد، لكن هذا لم يكن كافيًا لهم.

فالوجه الذي ظهر به برشلونة في المنافسات الأوروبية، كان مغايرًا تمامًا لما كان عليه داخل إسبانيا، البلوجرانا غادروا دوري الأبطال مبكرًا من دور المجموعات، ليلتحقوا بعد ذلك بالدوري الأوروبي، والذي فشلوا أيضًا في الاستمرار فيه، بعدما خرجوا على يد مانشستر يونايتد، والآن جاءت الفرصة لكي يرفعوا سقف التحدي قاريًا.

أرسنال والعودة المنتظرة

تعود آخر سمعت فيه جماهير الإمارات نشيد دوري الأبطال على ملعبها إلى قبل ستة مواسم، وها هم الآن يعودوا للمشاركة في البطولة وهم في أفضل حال لهم منذ سنين.

أرسنال أظهر هذا الموسم شخصية تنافسية لم نعتدها منه منذ أيام آرسين فينجر الأخيرة، لكن الفريق مع مدربه ميكيل أرتيتا، ما زالوا يحتاجون للخبرة التي تساعدهم في تخطي المنافسين الأقوياء، وبعد أن كانت منافستهم في الموسم الماضي منحصرة في مانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي، الآن عليهم أن يواجهوا عدد أكبر من الفرق القوية في الأبطال.

مانشستر يونايتد وحلم التتويج

عملاق إنجليزي آخر يعود ليظهر في دوري الأبطال، فاليونايتد الذي يمر بمرحلة إحلال وتجديد تحت قيادة مدربه إريك تن هاج، بعدما فشل في أن يحقق لقب الدوري الأوروبي الذي كان المرشح الأول له، وهو ما سيؤثر على موقفه من المشاركة في الأبطال الموسم المقبل، لكنه نجح في احتلال المركز الرابع في الدوري الإنجليزي، ليصعد للبطولة.

يرغب اليونايتد في أن يكون الموسم المقبل بداية الصحوة الحقيقية مع مدربه الذي عليه كل الآمال أن ينهي سيطرة جاره على كل شيء في إنجلترا، وبالتأكيد فإن فوزهم بكأس الرابطة الإنجليزية، ليس هو طموح جماهيره، وإنما قد تكون البداية فقط.

نيوكاسل يونايتد والرحلة القارية

لم يشهد الموسم الأوروبي على مستوى المنافسة المحلية، مفاجأة كما التي قام بها فريق الماكبايس في الدوري الإنجليزي.

حيث استطاع نيوكاسل بمُلاكه الجدد، وبقيادة مدربه الشاب إيدي هاو، أن يكون الحصان الأسود "وهو اسمًا على مسمى" في البريميرليج، فتمكن من مجابهة كبار البطولة، وقدم مستوى لم تشهده الجماهير منذ عصر آلان شيرر، ليخطف المركز الثالث من أنياب الآخرين، ويعلن تأهله إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

والآن لننتظر ونرى، هل ستكون المفاجآت القارية على مستوى ما حدث في إنجلترا، أم أنها مشاركة شرفية ستنتهي سريعًا؟

بايرن ميونخ والوجة الحقيقي

تعرض الجمهور البافاري إلى صدمة قوية عندما رأوا شكل فريقهم وأدائه الذي ظهر به في مباراتي مانشستر سيتي في الدور ربع النهائي بدوري أبطال أوروبا.

بايرن الذي قدم دور مجموعات قوي وتصدر مجموعة الموت التي كانت تضم برشلونة وإنتر ميلان، ثم تغلب على باريس سان جيرمان في ثمن النهائي، ثم جاءت القرارا الإدارية المتخبطة التي أقالت معها الإدارة المدرب جوليان ناجلسمان وأتت بتوماس توخيل بدلًا منه، ثم من بعدها لم يتمكن الفريق من الظهور كما كان من قبل.

فودع كأس ألمانيا من الدور ربع النهائي، ثم جاءت الهزيمة على يد مانشستر سيتي ذهابًا وإيابًا، لتضرب الفريق في مقتل، وكان على بعد خطوة لأن يخرج من موسمه بلا أي شيء، لولا تعثر بوروسيا دورتموند في الجولة الأخيرة من الدوري الألماني، وهو ما جعل البايرن يحفظ ماء وجهه أمام جماهيره بلقب البوندسلجيا.

باريس سان جيرمان ماذا بعد؟

في كل موسم يدخل باريس سان جيرمان على مدار المواسم العشر الماضية أو أكثر من ذلك، وهو لديه هدف واحد فقط، ألا وهو التربع على عرش الكرة الأوروبية بتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، والغريب أنه في كل مرة يفشل في تحقيق هدفه هذا.

والأغرب من ذلك، أنه في كل مرة يقوم بنفس الخطوات التي تؤدي إلى فشل الوصول لحلمه، فمن التعاقد مع نجومًا لامعين، دون النظر إلى حاجة الفريق للتدعيمات الضرورية في مراكز محددة، إلى عدم الاستقرار والصبر على أي مدرب يخفق في البطولة، لتتم إقالته سريعًا، ويبدأوا البحث عن من يخلفه، ليبقى السؤال، إلى متى سيظل باريس يدور في هذه الدائرة المفرغة؟ ومتى سيحقق حلمه التاريخي الذي يصبو إليه كما فعلت مشاريع أخرى مثله، وأقصد هنا تشيلسي ومانشستر سيتي.